السيارات الصحية: سيارات المستقبل

لقد تغير العالم اليوم، مما يتطلب الأمر البحث عن طرق جديدة وفاعلة لتحقيق أقصى قدر من السلامة. وضمن مجال صناعة السيارات، فقد اتخذت شركة جيلي زمام المبادرة، لتوفير راحة البال لسائقي السيارات، وللركاب أيضاً.

مع تطور الوضع الوبائي العالمي، أصبح من الواضح تماماً أن الحماية من الفيروسات ومكافحتها تتطلب جهوداً طويلة الأمد من المجتمع بأسره. ولهذا فإن أهم المواضيع تكمن في كيفية إيجاد حلول ناجحة للمشاكل التي يواجهها الناس اليوم، وذلك من خلال تطوير منتجات صحية وآمنة، بما يضمن رفاهية المجتمعات مستقبلاً.

ولكن كيف تكون الاستفادة المثلى من هذه المنتجات والخدمات؟ إن السيارات تحتاج أيضاً، باعتبارها مساحات يقضي فيها الكثير من الناس وقتاً طويلاً، إلى توفير أمان تام لمن هم بداخلها. ومثال لذلك مشروع السيارة الصحية، الذي استثمرت فيه شركة جيلي 370 مليون يوان من أجل تطويره، كما نفّذت بالفعل عمليات إنتاج طالت جميع سياراتها من خلال علامتها التجارية جيلي أوتو. إذن ما هي “السيارة الصحية”؟ وكيف تحمي السائقين والركاب؟ وما مزاياها العائدة على المستخدم اليومي؟

من هنا، تم إجراء هذا اللقاء مع الدكتور ما كيو من معهد جيلي للأبحاث، والذي سبق له العمل في تطوير تقنية المواد المستخدمة في هذا الجانب، ليلقي مزيداً من الضوء على مشروع السيارة الصحية، وعلى الإنجازات الرئيسية الأخرى التي تساهم في توفير حلول تنقل آمنة في الوقت الراهن.

في البدء، ماذا يعني مصطلح “سيارة صحية”؟

ينقسم مصطلح “السيارة الصحية” إلى ناحيتين: تتعلق الأولى منهما بصحة راكبي السيارة، بينما يرتبط الآخر بالبيئة الخارجية والآثار الأوسع مدىً والأطول أجلاً والخاصة بعملية الإنتاج وتسيير المركبات. يهتم مشروع السيارة الصحية أولاً بسلامة الهواء داخل السيارة، أي الهواء الذي يتنفسه الركاب والسائق أثناء رحلتهم. وهذا يعني أن كل سيارة تتطلب تقنية مثل نظام تنقية الهواء والفلترة والنظام الذكي لمراقبة الصحة وغيرها من التقنيات المتطورة. أما بالنسبة للتأثيرات الأوسع للسيارة الصحية، فإن شركة جيلي تركز على إستراتيجية الاستدامة التي تتعلق بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من سيارتها خلال دورة الحياة بأكملها، بما في ذلك إنتاج السيارات، وأيضاً مصادر مواد التصنيع المستدامة.

بدءاً من عمليات البحث والتطوير، وانتهاءً بتنفيذ هذا المشروع، استغرق الأمر 20 يوماً فقط. كيف استطاع فريق عملك إنجاز هذه المهمة بهذه السرعة؟

بعد الإعلان عن المهمة، تم وعلى وجه السرعة تحديد مجموعة لتقدم تقاريرها مباشرة إلى كبير مسؤولي التكنولوجيا في جيلي أوتو، وفي غضون يومين اكتملت الخطة الفنية لتنفيذ المشروع. تضمن الفريق المسؤول موظفين من عدة أقسام بما فيها البحث والتطوير والاختبار والتسويق وما بعد البيع، مع حوالي 100 مشارك في عملية التنفيذ. ومن النقاط الهامة التي يجب الإشارة إليها أن هذا المشروع تم تنفيذه خلال فترة الوباء، عندما كانت جميع الإدارات تعاني من اضطراب كبير، وكان الأمر يتطلب حينها تواجد فريق عمل قوي وشغوف، يتعاون مع بعضه البعض بشكل وثيق وفعال. لقد نجح الفريق في مهمته. إن شركة جيلي لديها مهمة تطوير منتج جديدة وفاعلة للغاية (NPDS) تختص بتطوير المكونات الفعالة. أما بالنسبة للفلتر الجديد، فقد تم اتباع جميع المخرجات والنتائج، بما في ذلك معايير أداء المكونات واختيار المواد الخام واختبار الأجزاء وإعداد الإنتاج الضخم بوضوح ودقة، ومن دون إضاعة الوقت.

أين يمكن رؤية هذه التكنولوجيا قيد الاستخدام في الوقت الحاضر؟

في السابق كان من الممكن أن تحقق فلاتر الهواء في سيارات جيلي كفاءة تنقية الهواء بنسبة 90٪، مع إضافة فلتر الكربون المنشط إلى الطرازات المتطورة لزيادة هذه النسبة. أما الآن فقد تم تجهيز جميع طرازات جيلي بمرشحات CN95 عالية الكفاءة، ويمكن للمالكين الحاليين تحديد موعد لاستبدال فلاترهم القديمة بتلك التقنية الجديدة، مجاناً. ومن ناحية أخرى قد يُضاف إلى بعض النماذج الرئيسية عناصر تنقية مضادة للبكتيريا أو مقاومة للحساسية، أو حتى عناصر مرشح إلكترونية، لضمان حجب الملوثات بكفاءة، مع الحفاظ على وظائف التعقيم وإزالة الروائح.

ما هي الخطوات التالية لهذا المشروع؟

باستثناء النقاط المذكورة سابقاً، يجري العمل على توفير وظيفة تعقيم وحماية ديناميكية، حيث ستتعاون شركة جيلي أوتو مع مؤسسات البحث والتطوير العلمية والتكنولوجية المشهورة عالمياً، ووكالات الصحة الطبية المهنية، وقادة الصناعة والخبراء، لاستكمال متطلبات البحث العلمي لمشاريع السيارة الصحية. هناك خطط أيضاً لتطوير مواد بيئية صديقة للأطفال، تتمتع بكفاءة عالية في مقاومة البكتيريا من خلال التحكم الصارم في المواد مثل المعادن الثقيلة والأصباغ، مع العمل على أخذ زمام المبادرة من خلال تزويد السيارات بمواد صديقة للبيئة ومضادة للبكتيريا. كان هناك سعي حثيث للتعاون مع فرق خبيرة معنية بالموارد، وذلك في مختلف المجالات، على سبيل المثال مجال الأبحاث المضادة للبكتيريا. وقد قام معهد جيلي أوتو ومعهد قوانغتشو لعلم الأحياء الدقيقة بتأسيس مختبر مشترك لأبحاث علم الأحياء الدقيقة، مخصص لبحوث السلامة الحيوية للمركبات. ومن المأمول أن يؤدي هذا التعاون متعدد التخصصات إلى إنتاج تقنيات ومنتجات عالية المستوى وإلى قيادة عملية التطوير الشامل لتقنية المركبات المضادة للبكتيريا وتقليل انبعاث الروائح، ضمن صناعة السيارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق