السعودية تتصدَّر العمل التطوعي عالمياً.. من هدفٍ إلى واقعٍ مُبهر
"الهمامي": مستهدف مليون متطوع تحقَّق بفضل الوعي بأهمية العمل التطوعي
تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز مكانتها قائدة للتحديات العالمية، مستفيدة من رؤيتها الطموحة التي ترتكز على تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة القضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية على المستويين المحلي والدولي.
ويتجسّد هذا الدور في عديدٍ من المواقف التي أثبتت فيها المملكة التزامها بالتصدّي للتحديات الكبرى، بدءاً من إطلاق مبادرة السعودية الخضراء، ووصولاً إلى قيادتها الجهود الدولية في مواجهة الجفاف والتصحر من خلال مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16)، الذي تحتضنه الرياض هذه الأيام.
وفي خطوةٍ تاريخية تؤكّد عمق التزام المملكة العربية السعودية بتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، أعلن المهندس أحمد بن سليمان الراجحي؛ وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، تحقيق هدف الوصول إلى مليون متطوع قبل الموعد المستهدف بست سنوات، محققين بذلك إنجازاً يُعَدّ نموذجاً عالمياً في تعزيز العمل التطوعي والتنمية المستدامة. لم يكن هذا النجاح مجرد رقم يُضاف إلى سلسلة الإنجازات السعودية، بل هو شهادة حية على التحوُّل الإستراتيجي في مفهوم العمل التطوعي، الذي أصبح جزءاً أساسياً من نسيج التنمية الوطنية.
فحينما تمَّ إطلاق رؤية السعودية 2030، وضعت المملكة هدف الوصول إلى مليون متطوع بحلول عام 2030 كأحد أبرز مستهدفاتها، إدراكاً لدور العمل التطوعي في بناء مجتمعٍ متماسكٍ ومساهمته في الاقتصاد الوطني. ومنذ بداية هذا المشروع الطموح، عملت الجهات المختصّة على وضع الأطر التنظيمية التي أسهمت في تعزيز ثقافة العمل التطوعي، بدءاً من إطلاق المنصة الوطنية للعمل التطوعي، التي أصبحت الوجهة الأولى للراغبين في المشاركة الفعّالة، وصولاً إلى تنظيم الجهود التطوعية من خلال مبادرات متخصّصة في التعليم، الصحة، البيئة، الثقافة، وغيرها من المسارات.
وجاء إعلان “الراجحي”؛ عن هذا المنجز في فعاليات اليوم العالمي للتطوع والذي كان ضمن فعالية مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16)، الذي شهد مشاركة أكثر من 800 متطوع، بما في ذلك 70 متطوعاً من الأشخاص ذوي الإعاقة، الذين سجّلوا رقماً تاريخياً عالمياً بعشرة آلاف ساعة تطوعية.
تضمنت فعاليات اليوم العالمي للتطوع تجسيداً للبُعد الإنساني في العمل التطوعي، حيث تمّ تكريم الراحلة مشاعل المبارك -رحمها الله- نظير مساهماتها وعطائها وتفانيها في عملها بإدارة التطوع بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
وأفاد مستشار إدارة السمعة والعلاقات العامة علي الهمامي؛ بأنه بجانب الأثر الاجتماعي الذي يعزّز قيم التكافل والانتماء، فإن العمل التطوعي يُعد مساهماً في الاقتصاد الوطني، حيث تشير التقارير إلى أن الساعات التطوعية المسجّلة عام 2024 فقط حققت عائداً اقتصادياً يُقدّر بـ1.2 مليار ريال. وهذا الإنجاز يعكس قيمة التطوع كاستثمارٍ مجتمعي يعود بالنفع على الأفراد والمؤسسات- على حد سواء.
وأردف بقوله: يفتح منجز الوصول إلى مليون متطوّع المجال أمام تطلعات جديدة تتعلق بزيادة كفاءة العمل التطوعي واستدامته، من خلال التركيز على التدريب والتأهيل لضمان جودة نوعية في الأعمال التطوعية، إضافة إلى تشجيع منشآت القطاع الخاص على دعم العمل التطوعي.
وأكَّد “الهمامي” أن إنجاز المملكة بتحقيق مليون متطوع قبل الموعد المحدّد هو شهادة على رؤية قيادة تؤمن بإمكانات شعبها، وعلى جهود مجتمعٍ يتطلع إلى المساهمة الفعّالة في بناء وطنه، فهذا الإنجاز يجعل من السعودية نموذجاً عالمياً يُحتذى به في كيفية تحويل الطموحات إلى واقع ملموس.
وأضاف بقوله: وفي ظل استمرار الجهود، لا شك أن المملكة ستواصل تحقيق مزيدٍ من الإنجازات في هذا المجال؛ لتظل رائدة في العمل التطوعي والتنمية المستدامة على المستويين الإقليمي والدولي، ذلك أن العمل التطوعي ليس فقط واجباً وطنياً؛ بل قيمة إنسانية تعكس روح العطاء والانتماء.
يُشار إلى أن فعالية “كوب 16” لم تكن مجرد مؤتمر دولي، بل كانت منصة للإعلان عن إنجازات نوعية تعكس قوة التزام المملكة بقيادة التحوُّل البيئي العالمي، حيث تمّ إطلاق شراكة الرياض العالمية لمكافحة الجفاف، وجمع أكثر من 12 مليار دولار من التمويلات الدولية لدعم مشاريع استعادة الأراضي المتدهورة ومكافحة التصحر، إضافة إلى إصدار تقرير اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أبرز فجوات التمويل العالمي لمعالجة تدهور الأراضي، مع التزام المملكة بتقديم حلول مبتكرة لسد هذه الفجوات، وأيضاً استقطاب مشاركة دولية واسعة بمشاركة 197 دولة، مما يعكس مكانة المملكة محوراً للنقاشات البيئية العالمية.
الجدير بالذكر أن المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، نظّم فعاليات اليوم العالمي للتطوع 2024 في مقر فعالية مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16) بالرياض، الذي شهد حضوراً ضخماً من المسؤولين والعاملين في الكيانات غير الربحية والمهتمين بالعمل التطوعي.