لو قيل لك إنك تستطيع أن تتنقل من شمال الرياض إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه في غضون دقائق معدودة، ستعتقد أنها مزحة أو سخرية منك؛ لأن ذلك يعد حالياً من المستحيلات في ظل الازدحام المروري الكثيف الذي تعاني منه شوارع العاصمة؛ إلا أن تجربة التنقل عبر “مترو الرياض” الذي تم افتتاحه قبل أيام قليلة جاءت مثيرة، ورسمت صورة حضارية للتنظيم الاحترافي الرائع، والتزام أهالي الرياض مواطنين ومقيمين بكل تقدير مع هذا المشروع الجديد من حيث احترام الانظمة، والإجراءات، وفي الصعود والنزول من المحطات.

“سبق” قامت بتجربة “مترو الرياض” عبر مساراته المختلفة، ورصدت نجاح تجربة تنقّل جديدة تتميز منذ بدايتها بسهولة شراء تذاكر “درب” من خلال التطبيقات أو الأجهزة المتطورة، والدخول السريع عبر البوابات الالكترونية لمختلف المحطات، بوجود شابات وشباب سعودي يحرصون على تقديم المساعدة والخدمات المريحة لركاب المترو، كذلك يلفت النظر في المحطات، وعربات المترو الاهتمام بالنظافة، وتوافر كافة الخدمات الإلكترونية، إضافة إلى التعليمات الواضحة عن محطات التوقف بالصوت والصورة.

والملاحظ أن أغلب الركاب كانوا من العائلات، والنساء، والأطفال، والطلاب والموظفين، ومن مختلف الأعمار، الذين وجدوا أن المترو وسيلة مواصلات سهلة، ومناسبة للذهاب لأعمالهم، ومنازلهم، وللأسواق، و”المولات” من مختلف الأحياء، والعودة في وقت قصير، ويتضح ذلك من الأكياس التي تحمل أسماء المحلات التجارية، وبطاقات العمل التي يضعونها على ملابسهم أو التي حول أعناقهم.

ويمكن القول إن مشروع “مترو الرياض” هو تجربة جديدة لأهالي العاصمة ناجحة بكافة المقاييس قدمت أحد الحلول لأزمة المواصلات في العاصمة الرياض، مع وجود بعض المطالبات بزيادة عدد العربات، والمقاعد، وزيادة محلات تقديم المشروبات والأطعمة.