حقق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض إنجازًا طبيًا عالميًا جديدًا بإجراء أول عملية زراعة مضخة قلب اصطناعية (HeartMate 3) باستخدام الروبوت بالكامل في العالم. أُجريت العملية لمريض يبلغ من العمر 35 عامًا، كان قد أمضى 120 يومًا في المستشفى بسبب فشل متقدم بالقلب، إضافة إلى فشل في وظائف الكلى والرئتين. وبفضل الله، ثم بفضل هذا الإجراء الجراحي المبتكر، تمكن المريض من تحقيق حلمه بالعودة إلى منزله وأسرته.

وأظهر الإجراء الطبي، الذي نفذه فريق متخصص في جراحة الروبوت بقيادة رئيس قسم جراحة القلب بالمستشفى الدكتور فراس خليل، تقليلًا ملحوظًا في الآثار الجانبية المعتادة لجراحة شق الصدر، من ندبات وآلام، إلى جانب تقليل معدل المضاعفات والإجهاد على المريض. وقد أدى ذلك إلى خفض فترة بقاء المريض في العناية المركزة إلى أربعة أيام فقط، مقارنة بمتوسط 26 يومًا للعمليات التقليدية المشابهة، التي تتطلب شقًا كبيرًا في الصدر وفترة تعافٍ أطول تصل إلى 63 يومًا. ويتوقع الأطباء مغادرة المريض المستشفى في غضون عشرة أيام.

وأشاد الرئيس التنفيذي للمستشفى، الدكتور ماجد الفياض، بهذا الإنجاز، مؤكدًا أنه يمثل توازنًا بين الابتكار الجريء وتدابير السلامة الصارمة، بما يضمن تقديم حلول طبية تعيد رسم حدود الممكن في مجال الرعاية الصحية. كما أشار إلى أن هذا السبق العالمي يرسخ مكانة المملكة كمرجع عالمي في الابتكار الطبي.

وأضاف الفياض أن المريض لم يُصب بأي عدوى أو نزيف أثناء أو بعد العملية، مما يعكس الدقة العالية التي تتيحها الجراحة الروبوتية، وأشاد بتجربة المريض الذي أعرب عن دهشته وارتياحه لرؤية الجروح الصغيرة الناتجة عن العملية بعد الإفاقة.

يأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة نجاحات مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، حيث سبق أن أجرى أول عملية زراعة قلب طبيعي كاملة باستخدام الروبوت، وأول عملية زراعة كبد بالروبوت في العالم، مما يعكس التزام المستشفى بتقديم حلول طبية مبتكرة تواكب أحدث التطورات التقنية وترسخ ريادته عالميًا.

ويُعد هذا الإنجاز ثمرة مبادرات برنامج تحول القطاع الصحي، أحد برامج رؤية المملكة 2030 التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-. كما يشهد على جودة الرعاية الصحية المقدمة في المملكة.

الجدير بالذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث صُنف الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا والـ20 عالميًا للسنة الثانية على التوالي، ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم. كما حصل على العلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، وفق تقرير “براند فاينانس” لعام 2024، وأدرج ضمن قائمة أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025، وفق مجلة “نيوزويك”.