اكتشافات أثرية لأنهار وغابات بالمملكة منذ 5 آلاف عام
كشفت الدلائل الأثرية والجيولوجية عن قرائن علمية، تؤكد وجود البحيرات والأنهار والغابات، في شبه الجزيرة العربية، خلال الأزمنة القديمة، وهو ما ساعد على قيام العديد من الحضارات في هذه المواقع والتي ارتبطت بوفرة المياه كمقومات أساسية للحياة، عبر حقب زمنية مختلفة عبر التاريخ.
وأكدت الاكتشافات الأخيرة نبوءة النبي محمد صلوات الله عليه، وفق ما جاء في الحديث الشريف بقوله: «لن تقوم الساعة حتى تعود الجزيرة العربية مروجًا وأنهاراً»، وهو ما يؤكد أن المملكة كانت تحتوى على أنهار وبحيرات وغابات ومروج نباتات.
» اكتشافات أثرية
بينت دراسات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة أن الاستيطان البشري في الجزيرة يرجع إلى أكثر من مليون عام مضت، وتم تحديد معالم بحيرة في «صحراء النفود» تعود إلى 500 ألف عام، والعثور على أحافير «فيلة ونمور وغزلان وذئاب وخيل وأفراس النهر»، والتي تعود إلى أكثر من 335 ألف سنة، كما تم اكتشاف آثار لأقدام بشرية ترجع إلى 85 ألف سنة، إضافة الى أحفورة لأصبع إنسان عاقل عثر عليها في «تيماء»، على ضفاف بحيرة قديمة بـ«منطقة تبوك» وعدد كبير من الآثار الأخرى.
» مشروع الجزيرة
ويقوم قطاع التراث بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بمتابعة هذه الاكتشافات، من خلال الموسم التاسع من المشروع العلمي «مشروع الجزيرة العربية الخضراء»، والذي يتم الاستعداد لتنفيذه حاليا بالشراكة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وجامعة الملك سعود، وهيئة المساحة الجيولوجية، ومعهد «ماكس بلانك الألماني» وجامعتي «أكسفورد» البريطانية و«كوين لاند» الأسترالية.
» دلائل تاريخية
قال نائب رئيس قطاع التراث في الهيئة، رستم بن مقبول الكبيسي: إنهم يولون اهتمامًا كبيرًا لمشروع الجزيرة العربية الخضراء، الذي حقق أصداء عالمية واسعة، من خلال الاكتشافات التي تبرز المكانة التاريخية للمملكة وعمقها الحضاري، وكونها مهدًا لبدايات الحضارات الإنسانية.
وقدمت الاكتشافات الأخيرة الدلائل على ما كانت عليه أرض المملكة في العصور الماضية، من مراع خضراء غنية بالأنهار والبحيرات، وهو ما أثبته وجود اكتشافات أخرى في المشروع لأحافير حيوانات مثل «الفيلة والتماسيح» وغيرها، وشمل البحث في المشروع دراسات بيئية للعديد من المواقع الأثرية، وعدد من الصحاري مثل «النفود» و«الربع الخالي»، ومواقع أخرى ارتبطت بوجود الإنسان لحقبة ما قبل التاريخ.
» خبرات سعودية
تعمل الخبرات السعودية في هذا المشروع سواء من قطاع الآثار، وهيئة المساحة الجيولوجية، وعلماء الآثار من جامعة الملك سعود، إضافة إلى عدد من طلاب الجامعات السعودية وطالباتها، وهي مبادرة من هيئة السياحة والتراث الوطني، لنقل الخبرة إلى الأثريين السعوديين، حيث قدم عدد من طلاب الدكتوراة والماجستير مشاركات مميزة مع هذه المشاريع، وأكثر من 30 طالبا من جامعة الملك سعود، وعدد من طلاب الجامعات الأخرى بالمملكة.
—————-
نقلا عن اليوم