هل صعق التيار الكهربائي أكيو تويودا وأطاح بعرش امبراطور تويوتا
لاشك أن تويوتا ثاني أكبر منتج للسيارات في العالم تعد امبراطورية صناعية هائلة ، ومن يرأس تويوتا فهو امبراطور متوج .. استقالة أو تنحية أكيو تويودا من منصبه أمس كرئيس لشركة تويوتا ، واختيار مدير لكزس الحالي ، كوجي ساتو رئيسا تنفيذيا خلفا له – بمثابة زلزال في عالم صناعة السيارات الذي تعتبر تويوتا في عالمه قوة عظمى .. أكيو تويودا هو حفيد مؤسس تويوتا ساكيشي تويودا الذي وضع اللبنة الأولى لهذه الامبراطورية عام 1937 .. ورغم عدم توفر الكثير من التفاصيل عن الأسباب التى أدت الى تنحية تويودا أو استقالته بعد 14 عاما قضاها متوجا على العرش ، إلا أن تداعيات نهاية حقبة تويودا أكثر ارتباطا بموقف تويوتا من التحول إلى عصر السيارات الكهربائية .
صعقة الكهرباء تطيح بأكيو تويودا
هل صعق تيار السيارات الكهربائية أكيو تويودا عندما وقف بطريق موجات هذا التيار رافضا التسليم بأن العصر الحديث هو عصر المحرك الكهربائي ، ومتمسكا بوجهة نظره بأن بقاء محركات البنزين ضرورة صناعية واقتصادية ؟ أكيو تويودا الذي تولي منصبه رئيسا لتويوتا في 23 يوليو عام 2009 وهو رجل دارس للقانون وحاصل على درجات عليا من جامعة ماسوسيتش الأمريكية ، ظل مدافعا وربما بعاطفة أيضا عن محركات ICE ” الاحتراق الداخلي ” مما تسبب في وضع تويوتا داخل دائرة العداء للتحول للسيارات النظيفه .. !
أكيو تويودا وشعار العملاء أولا
موقف أكيو تويودا المتحفظ ، وربما المتردد من التحول نحو السيارات الكهربائية لخصه الرجل في قوله بأن شركات السيارات لايجب أبدا أن تتحول بالكامل للسيارات الكهربائية ،و أنه يجب أن يكون لدى العملاء المزيد من الخيارات ، بما في ذلك السيارات الهجينة والمركبات الهيدروجينية.
أكيو تودا الحاضر الغائب في منتدى دافوس 2023
لم يحضر أكيو تويودا بشخصة منتدى دافوس 2023 ، ولكن كبير علماء تويوتا ” جيل برات” لبث ثوب تويودا وتحدث أمام عمالقة المال والأعمال بدافوس مؤكدا – وهو رأي تويودا – أنه على الرغم من السعي الدؤوب لاستغلال المزيد من مناجم الليثيوم ، إلا أنه بحلول عام 2040 ، سيكون هناك عجز متزايد باستمرار بين العرض والطلب، ولن يكون هناك ما يكفي من الليثيوم لصناعة البطاريات اللازمة السيارات الكهربائية ، والسبب هو أن المناجم المستغله حاليا لن يزيد عمرها عن 15 عاما ..
امبراطور تويوتا ذهب ضحية ولائه للعملاء
هل ذهب أكيو تويودا ضحية موقفه الواضح من ضرورة استمرار انتاج سيارات الاحتراق الي جانب النماذج الهجينية وقليل من الكهربائية ؟ الرجل لم يخف اطلاقا تعاطفه مع أسواق عالمية تضم بلدانا تفتقر لأي بنية تحتية تخدم السيارات الكهربائية . ومما يوحي بتأرجح موقف تويوتا من السيارات الكهربائية بشكل قد يؤثر على مركزها العالمي أن تويودا نفسه قال ان تويوتا ستنتج 3.5 ملبون سيارة كهربائية سنويا بحلول 2030 ، والتصريح كان لجريدة وول ستريت جورنال . بعدها بأسابيع صرح تويودا للصحفيين أثناء زيارة له إلى تايلاند في ديسمبر الماضي إن “الغالبية الصامتة من صناع السيارات يتساءلون عما اذا كان من الصواب التخلص التدريجي من سيارات الغاز ومحركات الاحتراق والتحول الكامل إلى الكهرباء ، وأجاب بنفسه على التساؤل المحير والغامض بقوله : “هذه التساؤلات تعكس عدم ارتياح متزايد في شأن السرعة التي يمكن أن تنتقل بها شركات السيارات إلى عصر جديد ..
تويودا في مواجهة عمالقة التكنولوجيا الرقمية
مع التحول للسيارات الكهربائية زاحمت شركات المعلومات والتكنولوجيا الجديده مثل أبل وغيرها شركات السيارات التقليدية ، وأمام الوافدين الجدد كان لرئيس تويوتا المستقيل موقفا أقرب للسخرية من هؤلاء ” المتطفلين ” على الصناعة .. فيما يشبه التحذير وجه رئيس تويوتا خطابا لشركة أبل ، اعتبره البعض تجاوزا للواقع قائلا : إن أعمال بيع السيارات أكبر من مجرد امتلاك التكنولوجيا اللازمة لإنتاجها. وبمعاني أكثر حده قال تيويودا : إن دخولهم عالم صناعة السيارات يجب أن يكون “عادلاً” للمستهلكين، إذ يجب أن يكونوا مستعدين لتحمل المسؤولية عن دورة الحياة الكاملة لسياراتهم بدءاً من الصيانة إلى تحويلها لخردة في نهاية الأمر. وفي تصريحات لاحقه وصف تويودا شركة تسلا بأنها ” لاتصنع منتجات حقيقية ” . ورغم الثقة الظاهرة بكلام اكيو تويودا إلا أنه استدرك قائلا ” إن شركة “تسلا”، التي تفوقت على شركة “تويوتا” كأكبر مصنع سيارات قيمة في العالم ، ربما تكون هي الرابح قياسا بالقيمة السوقية. لكن “تويوتا” لديها ما لا يمتلكه مصنع تسلا في كاليفورنيا؛ وهو تجربة وتاريخ انتاج أكثر من 100 مليون سيارة .
غياب أكيو تويودا بداية جديده لتويوتا
بمعايير الاقتصاد والمنافسة العالمية يبدو أن تويوتا أدركت خطر الغياب عن لحظة التحول العالمية تجاه السيارات الكهربائية ، وربما لايجهل القائمون على الأمر أن السيارات في بداياتها قبل قرابة المائة وخمسين عاما كانت مصدرا للازعاج وأعتبرها البعض شياطين بعجلات تدور . ولربما نظر البعض في تويوتا إلى أن التأخر عن المنافسة في سوق السيارات الكهربائية قد يكلف امبراطورية تويوتا خسارة تاريخها كله . وأمام السؤال الامبراطوري التقليدي : الامبراطورية أم الأمبراطور ؟ اختارت تويوتا بقاء الامبراطورية ورحيل الامبراطور ..