مع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ما دون الصفر المئوي ، تكثر الأعطال المتعلقة بنظام تبريد المحرك في السيارة ، وتنصح شركات السيارات في كل موسم شتاء بتفقد نظام التبريد وتغيير سائل التبريد مانع التجمد (أنتيفريز)
وفيما قد يتساءل البعض عن الحاجة إلى نظام التبريد في الجو البارد ، وعن سبب الأعطال في هذا النظام قررنا أن نعرفك اليوم عزيزي القارئ على نظام التبريد وأجزائه المختلفة في سيارتك
لماذا أحتاج إلى نظام تبريد السيارة في الشتاء وما أهميته؟
في محركات الإحتراق الداخلي الموجودة في سياراتنا هنالك عادة أربع أو 6 أو 8 اسطوانات منفصلة ، وداخل الاسطوانات يتم باستمرار حرق خليط الوقود والأوكسجين، حيث تقوم شمعات الإشعال ( البواجي) بإطلاق الشرارة الكهربائية لإشعال الوقود في كل اسطوانة على حدة لتوليد الطاقة اللازمة لتحريك السيارة ، وتتسبب هذه الانفجارات الصغيرة برفع درحة الحرارة داخل غرف الاحتراق إلى 2500 درجة مئوية
وكما قد تتخيل عزيزي القارئ فإن هذه درجة حرارة مرتفعة جداً قد تتسبب بحرق طبقة الزيت التي تغطي الأجزاء المتحركة داخل المحرك لتمنع الاحتكاك بينها ، كما قد تحرق غطاء الرأس ( كاسكيت) و تؤدي إلى تصدع المحرك
لذلك فالحل الوحيد للحفاظ على سلامة المحرك وفعاليته هو خفض الحرارة ، حيث تعمل المحركات بشكل جيد ضمن حرارة منخفضة نسبياً تتراوح بين 150 و 200 درجة مئوية
وتقع مسؤولية خفض الحرارة على نظام التبريد الذي يحول دون ارتغاع درجة حرارة المحرك إلى فوق المستويات المقبولة ، حيث يعمل هذا النظام على نقل الحرارة من المحرك إلى داخلية المركبات أو إلى الهواء في الخارج وذلك باستخدام المبرد ( الراديتور) ، حيث يجري نظام التبريد في السيارة التعديلات بحسب سرعة السيارة وبحسب درجة الحرارة في الخارج للإبقاء على درجة حرارة ثابتة ،وبالطبع فيجب ان يعمل هذا لنظام في كافة الظروف في الصيف والشتاء
مبادئ عمل نظام التبريد في السيارة :
نظام التبريد في السيارات الحديثة لا يختلف كثيراً من حيث المبدأ عن أنظمة التبريد في السيارات القديمة في عشرينيات القرن الماضي ، صحيح أن الأنظمة تطورت لتصبح أكثر فعالية وأقل عرضة للأعطال إلا أن المبادئ الرئيسية بقيت كما هي
وفيما توجد بعض السيارات التي تعتمد على نظام تبريد هوائي ، إلا أن معظم السيارات اليوم تستخدم نظاماً مائياً لتبريد المحركات ويتألف هذا النظام من سائل تبريد يجري عبر مبرد (ردايتور) ويتم تبريده بالهواء ، فعندما يمر سائل التبريد عبر القنوات المخصصة له في جسم المحرك يمتص الحرارة وينتقل بها إلى الراديتور ، ومع حركة السيارة وهبوب الهواء على الراديتور يتم التخلص من الحرارة الزائدة
أجزاء نظام التبريد في السيارة
المضخة هي قلب نظام التبريد في السيارة ، وهي التي تعمل على ضخ السائل عبر القنوات المخصصة له في المحرك ومن ثم إلى الراديتور ، وتحصل المضخة على الطاقة اللازمة لتعمل باستخدام حزام لنقل الحركة يربط بين العمود المرفقي (كرانك) وبين بكرة خاصة في المضخة
وعندما يمر السائل عبر القنوات المخصصة له في جسم المحرك يمتص الحرارة الناتجة عن الاحتراق ويخفض من درجة حرارة غرفة الاحتراق داخل الاسطوانة
وفيما قد تتعرض المضخة للأعطال كأي قطع أخرى في السيارة ، إلا أنها الأقل عرضة للتلف من أجزاء النظام
يتكون سائل التبريد في السيارات اليوم من مزيج من مادة مانعة للتجمد والماء بنسبة 1:1 (محلول)، وإلى جانب وظيفته الأساسية المتمثلة في نقل الحرارة وتبريد المحرك ، يلعب هذا السائل دوراً مهماً في منع التآكل والصدأ في أجزاء نظام التبريد
