بطاريات السيارات الكهربائية إنقاذ للبيئة أم تهديد لها

تؤكد مشاكل إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية المستقبل البيئي ، وتشير الى  أن التحول الى كهربة السيارات ليس كله عسلا ، وما أخطر ” قليل السم بالعسل” كما يقال .. تظهر عمليات إعادة التدوير أن هناك مزيج من المواد عالية السمية والقيمة بشكل لا يصدق مختلطة في حزم بطاريات المركبات الكهربائية  التي يتزايد وجودها على الطريق اليوم.

مخاطر عدم إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية

ومما يزيد الطين بلة ، أنه عندما لا يتم إعادة تدوير البطاريات بشكل صحيح ، فإنها يمكن أن تلحق أضرارًا جسيمة بالبيئة. البعض يدعونا لعدم القلق ، لأن هذا لن يحدث. لماذا؟ لأن هذه المواد تستحق الكثير لدفنها في مقبرة U-Pull-It. عندما ينتهي عمر بطارية السيارة الكهربائية ، فإن العديد من مكونات البطارية المحشوة في بطنها تكون بنفس القيمة التي كانت عليها عندما خرجت من الأرض. مع القليل من المعالجة ، يُعتقد أن بطاريات الليثيوم أيون اليوم يمكن إعادة تدويرها وإعادة دمجها في بطاريات جديدة لتشغيل السيارات الكهربائية في المستقبل ، وهذا يحدث بالفعل إلى حد ما.

ضرورة إعادة تدوير البطاريات

تعد إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية من نواحٍ عديدة مجرد استثما في التقنيات القديمة لاستخراج المواد القيمة من السلع التي لم تعد هناك حاجة إليها. ومع ذلك ، فإن طبيعة المواد وندرتها تتطلب تقنيات ومقاربات جديدة ، والحاجة إلى تنفيذها قريبًا تزداد إلحاحًا نظرًا للزيادة المضطرده في عدد المركبات الكهربائية على الطرق.

إعادة التدوير – الآمال والمخاطر

كيف ستضمن التطورات الخاصة بإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية أن المركبات الحالية منها لن تكون مضرة بالبيئة أثناء تواجدها على الطريق ، وليس ذلك فقط ولكن بعد أن تأخذ طريقها للمقابر .الأمريكيون الأكثر ولعا بالسيارات الكهربائية لديهم مخاوف بنفس الحماس من مشاكل بطاريات السيارات الكهربائية وإعادة تدويرها ، ويرى المختصون الأمريكيون ومنهم وزارة الطاقة الأمريكية أن بطارية السيارة الكهربائية المصنوعة من معادن مُستخرجة من بلدان مثل الكونغو واندونيسيا تفتقر إلى الشفافية و المسؤولية البيئية بشكل كافٍ، ويفضلون الحصول على البطاريات من مصادر محلية أو بإعادة التدوير، وهو ما تشجع عليه ادارة الرئيس بايدن ذاتها

2 مليار دولار استثمار في إعادة التدوير بأمريكا

مؤخرا تعهدت وزارة الطاقة الأمريكية بمنح قرض لأكبر شركات إعادة تدوير البطاريات في أميركا الشمالية، “ريدوود ماتريالز ” (Redwood Materials Inc) قدره مليارا دولار، بهدف التوسع في تصنيع البطاريات لتلبية طلب متوقع لأكثر من مليون سيارة كهربائية سنوياً.

ندرة البطاريات المستعملة مشكلة اعادة التدوير بأمريكا

ورغم ايجابية الخطوة الأمريكية إلا أنها تنطوي على مشكلات معقدة – مثلا لا توجد بطاريات سيارات كهربائية مستعملة بكمية كافية لتلبية حتى 10% من الطلب على المواد الخام اللازمة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية الجديده من بطاريات تم أغادة تدويرها والاستفادة من مكوناتها ذات القيمة الوظيفية العالية

المشاكل البيئية في مناطق استخراج الليثيوم

النظرة لمستقبل إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية ليست متفائلة بالقدر الكافي ، واحتماليات الفشل كبير . استدامة السيارات الكهربائية تنطوي على مفارقة لأنه في الوقت الذي يساعد فيه تسارع نمو وسائل النقل المُكهربة في إبطاء وتيرة تغير المناخ والحد من التلوث البيئي ، تأتي أغلب المواد الخام الضرورية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية ومعالجتها من مناطق لا تعطي لا تلتزم بقوانين وتشريعات بيئية عالمية ، ولاتعر صحة الانسان اهتماما يذكر. على سبيل المثال، تسببت عمليات معالجة النيكل في إندونيسيا بغرض تصديره للصين ، في تلوث مصايد الأسماك التي كانت مزدهرة من قبل وتدمير بيئتها الطبيعية .

الصين تسيطر على 65 بالمئة من أسواق البطاريات

أيضا من القضايا الساحنة أن الاعتماد المفرط على التصنيع في الخارج مثير لقلق المسؤولين الأميركيين. فخلال العام الماضي 2022 ، استحوذ مصنعو البطاريات الصينيون على 60.5% من السوق العالمية، ولم تتضمن قائمة العشر الأوائل في العالم صناع امريكييين لأن الأمريكيين يعتمدون ، حيث يعتمدون جميعاً على سلاسل التوريد الصينية للمواد الخام والمكونات. وبالطبع فإنه في مقابل الاهتمام الأمريكي بتصنيع بطاريات جديده اعتمادا على إعادة تدوير القادم منها ، تظهر مشكلة ندرة البطاريات المستعملة القادرة على دعم سلاسل التوريد الأمريكية .

ندرة البطاريات منتهية الصلاحية

صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أمريكا تواجه فعليا مشكلات كبيره ، لأنها بالأساس بنت خططها على أن تقف فوق هضبة ” خردة ” البطاريات القديمة ، والهضبة لم تتكون ، وقد تحتاج لعقدين من الزمن ليصبح هناك هضبة خردة يتم الغرف منها لمصانع اعادة التدوير بهدف تصنيع بطاريات جديده . حاليا تُمثل البطاريات المستعملة التي يتم نقلها مباشرةً من التصنيع إلى الخردة نحو 74 بالمئة من البطاريات المُعاد تدويرها بمصانع البطاريات الأميركية والعالمية في الوقت الحالي، ولكن علينا ان ننتبه إلى أن الجهود المكثفة لتطوير تقنية البطاريات سيطيل عمرها ويقلل جدا من تراكم الخردة منها .

ماسك يغرد منفردا حول استحالة اعادة التدوير قب 2035

تعليقا على المبيعات الكبيره لطراز تسلا 3 غرد ايلون ماسك رئيس ومالك تسلا قائلا إن بطارية سيارات ذلك الطراز قد تستمر في الخدمة مابين 300 ألف – 500 ألف ميل. وحتى اذا كان ماسك متفائلا الى حد المبالغة ، لكن حتى نصف هذه الارقام يشير الى ان مصانع إعادة التدوير عليها الانتظارعقداً أو أكثر للحصول على تلك البطاريات ، وربما الانتظار حتى 2035 .